الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة بــ«ليلة على دليلة»: لمين النهدي يجبر خسائر المهرجانات

نشر في  05 أوت 2015  (12:02)

لأنّه فنّان الشعب ومعشوق الجماهير، لأنّه مبدع أصيل وكلّ أعماله ـ وما أكثرها ـ مسرحا وتلفزيونا وسينما ـ شاهدة علىموهبته الفذّة  المتفرّدة وقامته المديدة، ما انفكّ لمين النهدي يستدرج عشّاقه ـ وهم بالآلاف ـ الى  عرضه «ليلة على دليلة» وهو عرض متميّز بكل المقاييس.. حدث هذا في كل المهرجانات التي اعتلى لمين ركوحها ليقدّم شهادة أخرى على أنّه عملاق الكوميديا، وكل الأقزام الذين يتطاولون عليه انّما يحرثون في البحر ويبحثون عن الشهرة على حسابه،  وان ضخّمت الدعاية احجامهم وباتت لهم اشتراكات في بعض المنوّعات..
..وممّا يعتز به فناننا الكبير انه كان «سلاك الواحلين» لكل المهرجانات التي قدم فيها «ليلة على دليلة»، فالعائدات التي وفّرها مكنت الهيئات المديرة من جبر الخسائر التي تكبّدتها في العروض الأخرى.. لقد أنقذ لمين «كاسة» أكثر من مهرجان، وما هذا بغريب عن كوميدي بمثل ماضيه الزاخر بالنجاحات والأعمال القيّمة  المحفورة في ذاكرة الشعب، وطبعا بشعبيته الساحقة التي تمتد من ببوش الىبن قردان..
ومما لا يرقى اليه ايّ شك، هو أن عرض 6 أوت بصفاقس ونظيره في بنزرت يوم 8 اضافة الى عرض 30 أوت على هامش مهرجان قرطاج ستلاقي نفس النجاحات فنيا وجماهيريا، وأمّا السرّ ـ ان كان هناك سرّ طبعا ـ فهو انّ لمين كفل في هذا «الوان مان شو» القيم الأصيلة للفن الرابع ورعى أخلاقياته وسموّه، وذلك خلافا لمن يعمدون الى الابتذال والاسفاف واللغة السافلة، وكلها مواصفات مسرح التهريج والوضاعة، فما أبعد الأستاذ النابغة عن التلامذة المفلسين المشاغبين.

نجيب الخويلدي